اليوم، قررت أن أشارك معكم أسبابي السرّية و طُرقي في الحفاظ على "رباطة جأشي"...
كيف استطعت أن لا أتحوّل إلى قاتل متسلسل يجوب الأرض بحثا عن ضحيته التالية حتى لا يكسر ال "ستريك"...
إن كنت تظن أن ما منعني إلى الآن هو افتقاري للمهارات اللازمة في اختبار أنواع السموم أو ... فقد تكون محقا لكن ليس تماما... هيييي عندي جي بي تي يعني ساعة بالكثير و سأكون أعرف تحديدا أي سم سأستخدم، وكيف و متى...
و إنت كنتَ تظن أنني "كيوت" و لا أستطيع أن أقتل نملة ف... أنت محق، لكن صدقني... لو نويت... مافي شي يوقف بوجهي...
بدأت يومي بشكل ممل حد الاستنزاف، كان لدي موعد مع شخص يتحدث ببطء يقتلني بأكثر الطرق شناعة...
في عقلي، كنتَ أرى الأحرف و هي تتشكّل في عقل هذا الشخص... و أستطيع تخمين العشرة جمل القادمة على أقل تقدير، بل والرد عليها... لكن و لأنني شخص "لبق" و "حكيم" فقد كنت ألعب "إنسان حيوان جماد" في عقلي بكل الأحرف العربية و الإنجليزية و الفرنسية و الإسبانية حتى... ولم تنتهي الجملة التي ينطقها هذا الشخص...
و كمحاولة أخرى مني للنجاة من هذا الموقف، قررت التفكير بشيء آخر... أي شيء سيبدو مثيرا بما فيه الكفاية كي يشتتني عن هذا البطء.
فكرت بحوار بين ذرات الغبار على الطاولة، أقمت بعض المعارك بينهم بنفخة مني كي أتابع ما يحصل، حضرت مأتما و احتفالا بمولود جديد...و...
لم تنته الجملة بعد...
شيئا فشيئا، بدأت سطور إحدى روايات أجاثا كريستي في التسلل إلى عقلي... القاتل فيها، قرر أن يجمع مجموعة من عديمي الإنسانية في جزيرة بعيدة ليقتلهم و يريح البشرية منهم... ثمّ ينتحر...
الله ينوّر ياشيخ!
من سأعزم على هذه الجزيرة؟ دعونا نكن صادقين سويا... ف هنا أنا وأنتم و بعضا من المتسللين سنقرأ الكلمات و ندفنها سرا ليلا... هل لديكم بلاك ليست؟ قائمة بأشخاص حقا تودون إنهاء حياتهم؟
أنا ليست لدي بصراحة... لكنني في هذه اللحظة، أبدو مستعدة جدا لصنع واحدة حتى لو كانت لاسم شخص واحد تحديدا...
بالمناسبة، لم ينته الشخص من نطق جملته بعد... إلحقوني بجد.
عبثت قليلا بهاتفي، حركته من اليمين إلى اليسار، حاولتُ أن أُظهر مللي... علّ و عسى... لكن دون أي جدوى...
فجأة..
صوت بداخلي صرخ...
وجدتها...
سوف أكون أوّل قاتل متسلسل... باستخدام الملل.
يب أرى ابتسامتك هنا... لا تقلق... لن أشهر في هذه التدوينة سلاحي في وجهك... فأنت "عزيزي" ولك مكانة في قلبي.
سوف أقتل أعدائي مللا...
سوف أجعلهم يتوسلون لي لإضافة بعضا من الجنون إلى حياتهم...
أعتقد أن أفضل عقوبة و أقساها هي أن أجعل الشخص يعيش أكثر حياة مملة بدون "وجودي بالطبع" فأنا أضيف كرنفالا احتفاليا لا نهائي في حياة من أكون في حياتهم...
حسنا، اخترنا الضحيّة، السلاح، يتبقى لنا التوقيت و الطريقة...
هل أضيف المزيد من الأشخاص على القائمة؟
هممممم والله إنها فكرة مغرية جدا... لكن بما أننا في البداية، دعنا نختبر فرضياتنا و نحولها لنظريات، ثم نقوم بتحديد الكل في قائمتي السوداء بعد النجاح فأنا رغم بُغضي لكل من في هذه القائمة المزعومة إلا أنني لن أقبل أن أجرّب عليهم.
تبا للبطء، تبا للغباء...
لماذا ينجح بعض البشر باختبار صبرنا؟ هل هذه المواقف هي تمارين كي يمتط حيز الصبر و يصبح أكثر اتساعا؟
Commentaires