top of page
صورة الكاتبMarwah Nadreen

هل هذا يعني أنني "نضجت" بما فيه الكفاية؟


ماذا تفعل عندما تعرف أن أحدا ما، تحدّث عنك بسوء بظهرك؟

هذا كان عنوان الشهر الماضي، في حياتي…

لسوء الحظ… أو لحسنه.


في فترة الثلاثينيات، بدأت أتعامل مع الحياة بقليل من الجدية التي قد لا تناسبني لو كنت تعرفني فعلا. بدأت آخذ الإشارات الحمراء "red flags" على محمل الجد، أفكر بها وأحاول تحليلها كي لا أقع في نفس المشاكل مجددا بسبب غبائي… أحاول جهدي أن لا أعيد عيش مواقف سيئة مررت بها، ظنا مني أنني لو كنتُ شخصا جيدا بما فيه الكفاية، فالحياة ستكون جيدة معي كمقابل… ربما بشكل واع لا أنتظر هذا المقابل، لكنني أيضا لا أتوقع السيء.


أحاول أن لا أتكلم عن الأشخاص بشكل مسيء عمومًا، لا أريد أن تصل أي كلمة أنا أقولها لشخص في غيبته تجعله يشعر شعورا بشعا، فللجميع مواقف لا يريدون أن تتم مناقشتها مع أشخاص آخرين خارج سياق حياتهم وحضورهم. لكن بالطبع! أنت تعرف البشر… قلما يحصل في هذه الحياة… يبدو أن البديهيات الإنسانية تحتاج لمراجعة شاملة مع الإنسان الحديث.


في بداية هذا الأسبوع، كنت أشعر أن شيئا غير جيد يجري من خلفي… أشعر أن هناك بعض الأمور تجري دون موافقتي، كنت أحاول جاهدة الغرق في العمل وعدم التفكير بكل ما يحصل. أحاول التجاهل، التفكير بالجانب الجيد في الحياة. لكن، فجأة انفجرت كل الأمور أمامي مرة واحدة. من ظننته صديقا، حرص على الحديث عني بأسوأ شكل ممكن. مدافعا عن نفسه عندما واجهته بمكالمة ليدافع عن نفسه بقوله: أن هذا ما يفعله الناس عادة… الحديث عن بعضهم البعض بشكل سيء وأنه لم يفعل بذلك أي شيء خاطئ.


أغلقت المكالمة بعد هذه المواجهة وأنا فاغرة الفم. لا أعرف ماذا يتوجب علي أن أفعل الآن.

كردة فعل سريعة، ورغم أنني لفترة طويلة حاولت بها التحكم بنوبات غضبي العنيفة، رميت جوالي بكل عنف على الأرض لينكسر ظهره الزجاجي ويتفتت أمامي… كنوع من إعلان العجز عن التصرف الصحيح… لا أعرف حقا ماذا يجب أن أفعل الآن.


أوقفت حسابي الإنستجرام لبعض الأيام كي لا أكتب عنه أو أعيد مشاركة أي بوست يصف موقفي قبل أن أفكر جيدًا بالأمر. و... غرقت بالتفكير لأيام متتالية دون توقف... دوامات من الأفكار السيئة... ماذا فعلت له ليقوم بالحديث عني بهذه الطريقة؟ ماذا كان خطئي؟ أين كان يجب أن أتصرف؟ لماذا لم أنتبه لكل هذه العلامات السيئة؟ ماذا يجب أن أفعل الآن؟ خسرت شخصًا ظننت أنه صديق... هل هذه حتى تصنف مع الخسائر؟ كيف أثق الآن بالأشخاص في حياتي؟ كيف أثق بمن يحلف أمامي؟ كيف أصدّق؟

لا أعرف… 


لكنني وجدت نفسي في موقف الدفاع عن نفسي بشكل مستمر مستميت… أنا لم أفعل له شيئا يستدعي استخدام هذه الكلمات المسيئة لشخصيتي وأموري الشخصية. 

لكن لحظة، لماذا أدافع عن نفسي؟ لماذا فجأة أصبحت في هذا المكان؟


ماذا تفعل أنت، صديقي القارئ، عندما توضع في موقف مثل هذا؟ ماذا يفعل عموم البشر؟ ماذا يفعل من يستطيع التحكم بمشاعره عادة؟

ترد الصاع صاعين؟ تبدأ بالحديث عنه بشكل سيء أمام الجميع؟ تحرص على أن لا ينال أي فرصة أخرى عن طريقك؟ 

أم تتظاهر بأنك لم تسمع أو تعرف شيء؟

تواجه؟ أم تكمل المسرحية؟ تسامح وتتصرف كأن شيئا لم يكن؟

تحاول التبرير أمامه أنه لم يعرف أن ما قاله كان شيئا سيئا؟ بالتأكيد هو يعرف أن هذا تصرف سيء… لولا ذلك لكان لديه الشجاعة ليواجهني على الأقل. لا أن يقوم به بشكل مستمر من وراء ظهري. بالعكس، هو يدعي أن هذا من طبيعة علاقات الأصدقاء.. 

لعنة الله على هذه الصداقات إذا كان فيها كل ذلك الحقد في الكلمات، لا أريدها إطلاقًا، أفضل الوحدة على أن يصفني صديق هكذا.


وجدت نفسي أحاول العثور على دليل الأخلاق الجديد الذي يتداوله الجميع هذه الأيام. يبدو أنني الوحيدة التي لم تستلم نسخة منه.


ماذا بعد هذه المرحلة؟ بعد هدوء العاصفة؟ بعد الغضب والشعور بالتعري أمام الآخرين بشكل غير مرغوب… ماذا بعد؟

كما كل المشاكل في هذه الحياة، تبدأ كبيرة ثم تتلاشى إلى أن تصبح ذكرى… سعيدة أو حزينة… هذا ما سنعرفه في الأيام القادمة.



ماذا نفعل بالثقة؟ كيف نثق بآخرين مجددًا؟ الآن أرى كل ما يقال لي كذبًا، وأي كلمة تخرج مني، أضع في اعتباري أنها ستتم نقلها بشكل سيء لشخص ما آخر، فصرت أحاول تقليل كلماتي، وخروجي مع أي شخص. هكذا أفضل ربما بالنسبة لي.

أعرف أن طبيعتي ستغلبني يومًا ما، وسأعاود الثقة بالناس من جديد، هذه شخصيتي التي تبادر التصديق بدون الحاجة لأي مقدمات،

ما يحدث الآن في عقلي أكبر بكثير من مجرد حوارات مع نفسي، بل هي أسئلة وجودية عن جدوى صداقات مع أشخاص مختلفين عني تمامًا بمبادئهم في الحياة…


أعرف أعرف… يبدو موقفا سخيفا جدا، لكنني حقا أتساءل، ما هي فائدة أن أكون صديقة شخص كهذا؟ الاستماع لرأي مختلف؟ توسيع دائرة اهتماماتي؟ الحصول على زاوية رؤية مختلفة؟ ربما… لكن.

راحة البال ألا تساوي أيضا كل ذلك؟


بالإضافة، الآن أفكر، لماذا أوجعني الموضوع بهذه الطريقة؟ رغم أنني بشكل ما، حسب الحياة التي أعيشها، معتادة على مثل هذا النوع من الخيانات في حياتي… سمعتُ قصصًا عني، مثيرة للاهتمام فعلا، عن علاقاتي، طلاقي، عملي، حياتي الشخصية والكثير من الأمور بداية من علاقتي بربي نهاية بعلاقتي بستيفيا "سكر الدايت" …

فلماذا فرق معي هذه المرة؟ لماذا أثار غضبي؟ ما الذي ضغط على المحفز لدي؟ ربما لأنه بدر من شخص بمكانة صديق وعائلة؟ ربما لأنني لم أتوقع مكان الضربة؟ لا أعرف… لكنني أشعر أنني عارية وسط شارع كلّ من فيه يريد أن يأخذ مني قطعة الآن.

وهذا شعور سيء بشكل لا يعقل.


كتبت هذه الكلمات، عندما كنت عائدة بالطائرة من جدة إلى الرياض، لكنني قررت اليوم أن أعيد قراءتها بعد مضي ثلاثة أشهر عليها.


شعوري اليوم؟ هههههه أخبرتكم، تبدأ المشاكل كبيرة ثم تصغر.

لم يتلاشى بعد طعم مرارة خيانة الصديق، لكنني أشعر أن ذاك الشخص، كان أتفه من أن يُحمل على كلامه. كان مجرد شخص سخيف، أنا وضعته في مكانة أعلى من التي يستحقها.

وعندما ترفع من قيمة شخص لا يستحق، هذا ما يحدث لك.

أو على الأقل... هذا ما يحدث لي أنا.

٤٦ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page